دراسات إسلامية 

اليهودية والمسيحية وعلاقتهما التاريخية مع الإسلام

 

 

 

 

بقلم : الدكتور عبد الرحمن الحوراني

 

الأحداث التاريخية لليهودية والمسيحية:

     تعاقبت رسالات السماء على آل ابراهيم بشكل شبه قومي بالنسبة للتوراة والإنجيل، وعلى النطاق العالمي بالنسبة للقرآن الكريم، وعليها تُحدَّد انتماء أتباع كل شريعة .

اليهودية والعلاقة التاريخية مع الإسلام :

     توقفت اليهودية إِلى ماقبل نبوّات «زكريا» وابنه «يحيى» – عليهما السلام – . فهذا «زكريا» – عليه السلام – عندما يرى المعجزات التي تحصل لمريم – عليها السلام – ، يقف يدعو ربه أن يهبه غلامًا يرثه حتى لا يضيع الدين بعد موته حسبما يرى من بني عمومته ﴿وَإِنّيْ خِفْتُ المَوَالِيَ مِنْ وَرَائِيْ وَكَانَتْ إِمْرَأَتِيْ عَاقِرًا فَهَبْ لِيْ مِن لَّدُنْكَ وَلِيًّا * يَرِثـُنِيْ وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوْبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا﴾ (سورة مريم: 5-6).

     ولقد تبع اليهودُ التوراةَ لكونها دين مجتمع عرقي خاص بهم لأسباب عديدة :

     * أهمها أنهم جحدوا بنبوة «عيسى» – عليه السلام – لأنه أتاهم بغير ما يريدون ..

     * الاغترار الإسرائيلي بأنهم شعب الله المختار على مدى الزمان – أطاعوا الله أم عصوه ..

     * أبوهم النبي «يعقوب» – عليه السلام – يصارع ربهم يهوى فيغلب ربهم . ربهم ينتقم منهم ويعذّبهم ويسلّط عليهم بسبب عصيانهم وتمردهم .. ثم يندم ، ويبكي عليهم . ربهم لايستطيع اتخاذ بعض القرارات فيلجأ إلى أحبارهم يستشيرهم !.. يرون أن البشرية عبيد لهم وأن الكون لهم وأن الأموالَ التي في أيدي غيرهم هي لهم، ومن حقهم أن يأخذوها بالطرق المشروعة وغير المشروعة ..

     * نتج عن ذلك نظرتهم إلى البشرية (جوييم) نظرة عداء مستمر لا ينقطع ، تتوارثه الأجيال بما يرسخ في نفوسهم .. فمنذ رحلتهم مع «موسى» – عليه السلام – كان الفراعنة المصريون أعداءَهم، وصار الكنعانيون الفلسطينيون أعداءهم، وفي الطريق إلى فلسطين صار المؤابيون أعداءهم، وبسبب عصيانهم المتكرّر سلّط الله عليهم شعوب الرافدين الأشوريين والبابليين؛ فسبوهم فصاروا أعداءهم.. فعاش اليهود في محيط معاد لهم في كل بقعة وكل زمان .

     * هذا الوهم بسحب ميزة الأفضلية على جميع الأجيال اليهودية ، وهذا العصيان المتكرّر لتعاليم السماء بقتل الأنبياء وتأويل معاني التوراة وتكالب أحبارهم على متع الدينا، وحقدهم على بعضهم البعض، ثم كراهية محيطهم لهم، ثم احترافهم حسدًا من أتباع «المسيح» – عليه السلام – الذين صار لهم إمبراطورية عظمى وتلاهم أتباع رسالة «محمد» بإمبراطوريتهم الأعظم .

     كلّ هذه العوامل رسخت في نفوس اليهود عبر الأجيال ، خصائص وصفات ليست بالسوية وطباعًا ليست بالحميدة .

     ولقد تفرّق اليهود إلى طوائف عديدة أدخلت على دين «موسى» التوحيدي عادات وطقوس ووثنية من القبائل الوثنية التي مروا بها خلال خروجهم وأثناء وجودهم في الشام . كما أخذوا مفاهيم وتصورات من اليونان والرومان . وظهرت منهم فئة في العراق يقال لها الصابئة : يؤمنون بالله واليوم الآخر ويدعون اتّباع شريعة «آدم» – عليه السلام – ويقولون: إن الكتاب الذي بأيديهم (الكنزبرا) هو صحف «آدم» ، وأن «يحيى» – عليه السلام – نبي لهم جاء لينقيَ شريعةَ آدم مما علق بها من بدع وأباطيل ..

     ولما ضاق الروم بدسائسهم وخلافاتهم دمّر الهيكل في القدس وشتتهم في أطراف الأرض ، فاتجهت مجاميع منهم إلى الأطراف الغربية للجزيرة العربية ؛ لأن أحبارهم يعلمون من التوراة أن نبي آخر الزمان سيظهر من بلاد فاران وتهامة . فأسّسوا مستعمرات في «تبوك» و «تيماء» و «خيبر» و أطراف «يثرب» على أمل أن يأتي هذا النبي الكريم منهم .. فيخيب الله ضلالهم ؛ لأنهم يعلمون من الكتاب أن هذا النبي هو من ذرية «إسماعيل» شقيق جدهم «إسحاق» عليهما السلام .

     ولقد دخل القليل منهم في دين الإسلام ومن بينهم جدهم الكبير «كعب» الأحبار الذي كانوا يجلّونه لعلمه ونسبه . ولما تبيّن له الحق في شخص الرسول الكريم وفي دعوته ، اعتنق الإسلام ، فسبوه وحقروه ، ويتودد إليهم الرسول – – بكل الطرق الممكنة مؤكدًا الصلة بين بيت إبراهيم – عليه السلام – ولعلمه بأنهم أهل كتاب ؛ فهم أعرف من قريش بصفاته ونبوته . فيبرم معهم العهود والاتفاقيات ..

     وتبدأ مؤازرتهم للمشركين على هزيمته ؛ فيفشلون ويلجاؤن إلى محاولة قتله أكثر من مرة فيطلعه الله على ذلك وينجيه .

     فيلجاؤن إلى زرع الفتن والاعتداء على أعراض المسلمين، فلا يجد مناصًا من إجلائهم من جانب الجزيرة العربية؛ فيعودون إلى الشام .

     وتأتي الفتوحات الإسلامية وقد امتهن الرومان اليهود أيما امتهان .. فلما أتى الخليفة «عمر بن الخطاب» – رضي الله عنه – ليتسلم القدس من بطريرك الروم «صفرينوس» يشترط في العهدة العمرية أن يخرج اللصوص واليهود من القدس؛ فيتجاوز الخليفة العادل عن شرط إخراج اليهود من القدس؛ لإقراره أنهم أهل كتاب؛ ولأن القدس مكان عبادة لأهل الشرائع السماوية جميعها. وقد كانت طريقة فتح القدس واستلامها حسب النبوّات في التورات والإنجيل. فدخل الناس أفواجًا في دين الإسلام الدين الخاتم وأحسن الظن «عمر» – رضي الله عنه – باليهود لعلّهم يدخلون في الإسلام .

     وتأتي دولة الإسلام المنتشرة في أطراف الأرض؛ فيدخل اليهودُ وغيرهم من أهل الكتاب في حمايتها وتفتح لهم بكونهم مواطنين وبدون تمييز – أبواب الدواوين والمؤسسات الحكومية ما عدا شؤون الجند والقضاء ، وتترعرع الثقافة العبرية في الأندلس ويصبح لهم فيها جالية كبيرة وآداب وتاريخ ومناصب حكومية ..

     في حين كانوا خارج دولة الإسلام يجدون العسف والمجازر والامتهان؛ بل إن البلاد الأوربية كانت تحرّقهم في أماكن معينة اتقاءً لشرورهم ..

     وعندما يصل المسلمون في الأندلس إلى حالة الترف ويضعف إيمان حكامها يسلّط الله عليهم المسيحية العمياء التي كانت في القرون الوسطى على المسلمين الذين ظلّوا في الأندلس . ويحصل نفس المصير إلى اليهود ؛ فيهاجرون بدينهم إلى المغرب الإسلامي ويستوطنون مع المسلمين هناك .

     وعندما يصعد نجم الخلافة العثمانية يتفيّئون ظلال الإسلام ويصلون إلى مراكز اجتماعية إجماعية ومالية عالية دون تمييز أو خطر عليهم .

     لقد خرجت كلّ تلك الصفات والطباع والمفاهيم الشخصية الصهيونية التي يكتوي غالبية العالم بنار مخطّطاتها ودسائسها الآن .. والصهيونية سائرة في طريقها لتحقق ما تسميه الديانة العلمانية التي لا تؤمن بدين «موسى» ولا «محمد» صلوات الله عليهم أجمعين .. لتنتقل بالحكومة الخفيّة التي توجه العالم سياسيًا واقتصاديًا إى الحكومة العالمية التي تحكم بها الصهيونية العالم من قلب «روما» حيث عاصمة الفاتيكان عاصمة المسيحيّة الأولى .

     لقد عاشوا في العالم العربي من المحيط إلى الخليج بعد جلائهم مع المسلمين عن أسبانيا، وبسبب هروبهم من العسف الأوروبي إلى نهاية القرن الثامن عشر الميلادي – عاشوا في أمان وكانوا يدخلون في المِهَنِ التجاريّة الرابحة وفي أعمال الصيرفة والمال ..

     هذا هو الجانب التاريخي لعلاقة اليهود بالمسلمين . أما العلاقة الدينية فقد أورد القرآن الكريم مئات الآيات التي تروي تاريخَ ومسارَ بني إسرائيل وصححت لجماهيرهم ما يخفى علماؤهم وأحبارُهم وروتْ أخبارهم وأساليبهم الفكريّة والحياتيّة سردًا يوضح لمن يعقل حقائق التاريخ .. ولمن جحد من اليهود دعوة الإسلام – جاءت الآيات القرآنية واضحةً حاسمةً لتبيّن للمسلم الطريقةَ السليمةَ للتعامل مع اليهود ..

     ﴿لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا اليَهُودَ وَالَّذِيْنَ أَشْرَكُوْا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوا الَّذِيْنَ قَالُوْا إِنَّا نصارى . ذٰلِكَ بِأنَّ مِنْهُمْ قِسِّيْسِيْنَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُوْنَ﴾ (سورة المائدة:82).

     ورغمَ كل هذا التسامح وهذا المدىالكبير من الحريّة يثبت التاريخ على مداه الطويل أنّ أجيالَ اليهود كانت ترضع الحقد على الأمة الإسلامية والأمة العربية خاصة .. فما إن يبدأ الاستعمار الأوروبي بالتوجّه إلىالشرق حتى يكونوا رواد جاسوسيته ورأس حربته عن طريق الجاليات اليهودية التي تعيش في كنف وحماية المسلمين على مدى العصور الطويلة ..

     لقد كانت البداية من حملة نابليون «بونابرت» إلى يومنا هذا لقد احتلّوا فلسطين بحجج باطلة وبخراب الغرب الصهيوني الصليبي وما يُعِدّون له هو أخطر وأفدح ..

المسيحية والعلاقة التاريخية والدينية مع الإسلام :

     أُنْزِلَ «عيسى» – عليه السلام – ليكون آخر أنبياء بني إسرائيل ليوضح إنجيله كل تأويل طرأ على رسالة «موسى» – عليه السلام – . وجاء «عيسى» – عليه السلام – بكل معجزاته في شخص أمه «مريم» – عليهما السلام – وفي حمله وولادته ثم في معجزاته في أحياء الموتى وشفاء المرضى وإنزال مائدة من السماء – جميعها بأمر الله وآخرها في رفعه إلى السماء ..

     كل هذه المعجزات ليؤمن به بنو إسرائيل . فما آمن معه إلا قليل من تلاميذه ، وعاد المجتمع اليهودي إلى التمرّد والعصيان .

     ولم يروا في كل معجزات «عيسى» – عليه السلام – إلا سحرًا ودجلاً وحاول أتباعه في حياته أن يتوجهوا في الدعوة إلى غير بني إسرائيل لما وجدوه من عناد وغلظة وتآمر؛ فكان عليه السلام يقول لهم : إنه بُعِثَ إلى خراف بني إسرائيل الضالّة.

     ولقد جاء «عيسى» – عليه السلام – إلى قوم يتناحرون فيما بينهم ، وتنزل بهم المصائب والنكبات فلا يعتبرون ، ومحيطهم يزداد عداء لهم . لقد جاء لهم بالسلام ، وشاركه في ذلك النبي «يحيى» – عليه السلام – ولذلك يقول القرآن الكريم على لسان «عيسى» عليه السلام :

     ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَتِيْ وَلَمْ يَجْعَلْنِيْ جَبَّارًا شَقِيًّا﴾

     ﴿وَالسَّلاَمُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوْتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا﴾ (سورة مريم: 32-33)

     وعن «يحيى» – عليه السلام – يقول :

     ﴿وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّارًا عَصِيًّا﴾ .

     ﴿وَسَلاَمٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ وَيَوْمَ يَمُوْتُ وَيَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا﴾ (سورة مريم : 13-14).

     فترة زمنية صعبة .. كانت الأرض المقدسة تَضِجُّ بعصيان اليهود لله وبتمرّدهم على الحكام، فكانت في أمس الحاجة إلى السلام .

     وعندما تصبح المسيحيّة دين الإمبراطورية الرومانية تضفي عليها طقوسًا وعادات ، وفكر الديانات الوثنية الإغريقية والرومانية وتعمل جهدها لاختيار أربعة من صيغ الإنجيل بدلاً عن المئات المنتشرة بين الطوائف والأحزاب في أطراف الإمبراطورية؛ فتنفتح دوائر الصراع الفكري بين الطوائف المسيحيّة متأثرة بتضارب اليهودية، وما كتبه اليهود من أسفار في سبيهم في «بابل» وأثناء صراعهم مع الإمبراطورية الرومانية الوثنية سابقًا .. وما ألفه المسيحيون اليهود، فتظلّ نار الحقد والبغضاء قائمةً بين المسيحية واليهودية ، وكلها تنعكس على جمهور الشعوب في أطراف الأرض .

     ويأتي الإسلام ، والحربُ سِجال بين مجوس الفرس ونصارى الروم ، ويبدأ تحديد العلاقة بين المسيحية والإسلام منذ بناء الدعوة الإسلامية في مكة المكرمة بنزول الوحي على «محمد بن عبد الله» صلوات الله وسلامه عليه ، واستشارة زوجته السيّدة «خديجة» – رضي الله عنها – لقريبها «ورقة بن نوفل» الذي كان نصرانيًا فقال: «إنّ هذا هو الناموسُ الذي كان ينزل على «موسى» وإن «محمدا» لنبي هذه الأمة» . ثم بإرسال أوّل المهاجرين إلى الحبشة حيث النجاشي مترئسًا لدين النصرانية في الحبشة .. وفي بداية الدعوة بمكة المكرمة عندما غلب الفرس – (وهم عبدة نار وأوثان) – الرومَ – وهم أهل كتاب، فرح مشركو مكة بذلك وقالوا للمسلمين: نحن نغلبكم كما غلبت فارس الروم – نزل القرآن الكريم في سورة باسم الروم :

     ﴿ألـم * غُلِبَتِ الرُّوْمَ * فِيْ أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُوْنَ * فِيْ بِضْعِ سِنِيْنَ لله الأَمْرُ مِنْ قَبْلُ وَمِنْ م بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَّفْرَحُ المُؤْمِنُوْنَ * بِنَصْرِ الله يَنْصُرُ مَن يَشَآءُ وَهُوَ العَزِيْزُ الرَّحِيْمُ * وَعْدَ اللهِ لاَيُخْلِفُ اللهُ وَعْدَه وَلـٰـكِنَّ أَكْثَرَ النَاسِ لاَيَعْلَمُوْنَ * يَعْلَمُوْنَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُوْنَ﴾ (الروم: 1-7).

     أما رُدود أقطاب المسيحية على الرسول الكريم «محمد» – عندما طلب منهم الدخول في دين الإسلام ، فمعروفة فقد تحدّثنا عما دار في بلاط هرقل ، وأما «المقوقس» فقد كان رده جارية هدية تزوّجها رسول الله – – وأنجب منها ابنه «إبراهيم». ولم تقم الحرب بين النصرانية والإسلام إلا بسبب محاولة قادة الرومان القضاءَ على الحركة الإسلامية في مهدها .

     هذا هو الجانب التاريخي بين الإسلام والنصرانية . أما الجانب العقدي فقد أورد القرآن الكريم دعوات عديدة لأهل الكتاب للدخول في دين الإسلام لعلمهم بهذه البعثة المحمدية في كتبهم . ولقد أورد القرآن ذلك في أساليب رقيقة من العتاب، وبنقاش علمي واقعي رصين فيما يخصّ وحدانية الله . يقول الحقُ – تبارك وتعالى – في سورة «آل عمران» آية : (61) : ﴿فَمَنْ حَاجَّكَ فِيْهِ مِنْ م بَعْدِ مَاجَاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثـُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَّعْنَتُ اللهِ عَلَى الكَاذِبِيْنَ﴾ . وقوله تعالى: ﴿قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍم بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِه شَيْئًا وّلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّنْ دُوْن الله فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُوْلُوا اشْهَدُوْا بِأَنَّا مُسْلِمُوْنَ﴾ (سورة آل عمران الآية:64)

     ولقد حدّد القرأن الكريم العلاقةَ مع النصارى بقوله :

     ﴿وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَةً لِلَّذِيْنَ آمَنُوْا الَّذِيْنَ قَالُوا إنَّا نَصَارٰى ذٰلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيْسِيْنَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لاَيَسْتَكْبِرُوْنَ﴾ .( سورة المائدة : 82) .

     ولذلك نجدُ أنّ لأهل الكتاب منزلةً خاصةً عند المجتمع الإسلامي ، فهم بينه أهل ذمّة لهم الأمن والأمان ، وخارجه يسالمون ولا يقاتلون إلاّ إذا تعرّضوا للإسلام .

 

*  *  *

 

مجلة الداعي الشهرية الصادرة عن دار العلوم ديوبند ، الهند . رمضان - شوال 1427هـ = أكتوبر - نوفمبر 2006م ، العـدد : 9-10 ، السنـة : 30.